
الأزمة المالية العالمية
مقدمة :
عرف العالم عدة أزمات ابتداء من أزمة الكساد العالمي 1929 إلى أزمة السبعينات من هذا القرن وصولا إلى أزمة 1987، كما أن العقد الأخير من هذا القرن لم يسلم هو الأخر من الأزمات؛ فضربت الأزمة المكسيك و جنوب شرق آسيا...الخ، ولمعرفة ماهية الأزمات سنتطرق في هذا المبحث إلى مفهوم الأزمات المالية وأسبابها وتصنيفاتها.
المبحث الأول :مفهوم الازمة
المالية و أسبابها
المطلب الأول: مفهوم الأزمات المالية
هي الانخفاض المفاجئ في أسعار نوع أو أكثر من
الأصول. والأصول إما رأس مال مادي يستخدم في العملية الإنتاجية مثل الآلات
والمعدات والأبنية، وإما أصول مالية، هي حقوق ملكية لرأس المال المادي أو للمخزون
السلعي، مثل الأسهم وحسابات الادخار مثلاً، أو أنها حقوق ملكية للأصول المالية،
وهذه تسمى مشتقات مالية، ومنها العقود المستقبلية (للنفط أو للعملات الأجنبية
مثلاً.
فإذا انهارت قيمة أصول ما فجأة، فإن ذلك قد يعني
إفلاس أو انهيار قيمة المؤسسات التي تملكها.
في سبتمبر 2008 بدأت أزمة مالية عالمية والتي اعتبرت الأسوأ من نوعها منذ زمن الكساد الكبير سنة 1929م، ابتدئت الأزمة أولاً بالولايات المتحدة الأمريكية ثم امتدت إلى دول العالم ليشمل الدول الأوروبية والدول الآسيوية والدول الخليجية والدول النامية التي ترتبط اقتصادها مباشرة بالاقتصاد الأمريكي، وقد وصل عدد البنوك التي انهارت في الولايات المتحدة خلال العام 2008م إلى 19 بنكاً، كما
توقع آنذاك المزيد من الانهيارات الجديدة بين البنوك الأمريكية البالغ عددها 8400
بنكاً
المطلب الثاني :
أسباب الأزمة المالية
وبصفة
عامة يمكن إرجاع أسباب الأزمات المالية إلى
ما يلي :
- المتغيرات
الدولية من الكوارث، الحروب، الأزمات الاقتصادية و الحروب التجارية.
- المتغيرات
المحلية في معدل التضخم (أسواق السندات)، و أسعار الصرف ( أسواق العملات الحرة)، و
أسعار الأسهم، و تغير أسعار الفائدة
- التغيرات
التكنولوجية مثل المنتجات الجديدة و الاختراعات، و تحول الطلب على المنتجات و الخدمات
و هياكل محفظة الاستثمار.
- الإشاعات
و المعلومات الملوثة وغير الحقيقية.
- المضاربة
غير المحسوبة.
-التقلبات في شروط التبادل الدولي، فعادة ما يصعب على زبائن البنوك
الوفاء بالتزاماتهم (خدمة الدين) عندما
تختل شروط التبادل الدولي والتي تؤدي إلى اضطراب المشتغلين بنشطات التصدير و الاستيراد
-عدم الاستقرار السياسي و
النزاعات الأهلية في بعض الحالات[1]
المبحث
الثاني : مراحل الأزمة المالية و أثارها
المطلب
الأول : مراحل الأزمة
المالية
نوجز المراحل الكبرى في الأزمة المالية التي اندلعت في بداية العام 2007 في الولايات المتحدة وبدأت تطال أوروبا:
- فبراير 2007م: عدم تسديد تسليفات الرهن العقاري (الممنوحة لمدينين لا يتمتعون بقدرة كافية
على التسديد)، فأصبح يتكثف في الولايات المتحدة ويسبب أولى عمليات الإفلاس في مؤسسات مصرفية متخصصة.
-أكتوبر 2007م إلى ديسمبر 2007م: عدة مصارف كبرى
تعلن انخفاضاً كبيراً في أسعار أسهمها بسبب أزمة الرهن العقاري.
-يناير 2008م: الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) يخفض معدل
فائدته الرئيسية ثلاثة أرباع النقطة إلى 3.50%، وهو إجراء ذو حجم استثنائي. ثم جرى
التخفيض تدريجيا إلى 2% بين شهري كانون الثاني ونهاية نيسان.
-مارس 2008م: "جي بي مورغان تشيز" يعلن شراء بنك الأعمال الأمريكي "بير
ستيرنز" بسعر متدن ومع المساعدة المالية للاحتياطي الاتحادي.
-7سبتمبر، 2008م: وزارة الخزانة الأمريكية تضع
المجموعتين العملاقتين في مجال تسليفات الرهن العقاري "فريدي ماك"
و"فاني ماي" تحت الوصاية طيلة الفترة التي تحتاجانها لإعادة هيكلة
ماليتهما، مع كفالة ديونهما حتى حدود 200مليار دولار.
15 سبتمبر، 2008م: اعتراف بنك
الأعمال "ليمان براذرز" بإفلاسه بينما يعلن أحد أبرز المصارف الأمريكية
وهو "بنك أوف أميركا" شراء بنك آخر للأعمال في بورصة وول ستريت هو بنك
"ميريل لينش".
عشرة مصارف دولية تتفق على إنشاء صندوق للسيولة برأسمال 70 مليار دولار لمواجهة أكثر حاجاتها إلحاحاً، في حين توافق المصارف المركزية على فتح
مجالات التسليف. إلا أن ذلك لم يمنع تراجع البورصات العالمية.
16 سبتمبر، 2008م: الاحتياطي
الاتحادي والحكومة الأمريكية تؤممان بفعل الأمر الواقع أكبر مجموعة تأمين في
العالم "أي آي جي" المهددة بالإفلاس عبر منحها مساعدة بقيمة 85 مليار دولار مقابل امتلاك 9.79% من رأسمالها.
17 سبتمبر، 2008م: البورصات
العالمية تواصل تدهورها والتسليف يضعف في النظام المالي. وتكثف المصارف المركزية
العمليات الرامية إلى تقديم السيولة للمؤسسات المالية.
السلطات الأمريكية تعلن أنها تعد خطة بقيمة 700 مليار دولار لتخليص المصارف من أصولها غير القابلة للبيع.
19 سبتمبر، 2008م: الرئيس
الأمريكي جورج بوش يوجه نداء إلى "التحرك فوراً" بشأن خطة إنقاذ المصارف لتفادي
تفاقم الأزمة في الولايات المتحدة.
26 سبتمبر، 2008م: انهيار سعر سهم المجموعة
المصرفية والتأمين البلجيكية الهولندية "فورتيس" في البورصة بسبب شكوك
بشأن قدرتها على الوفاء بالتزاماتها. وفي الولايات المتحدة يشتري بنك "جي بي
مورغان" منافسه "واشنطن ميوتشوال" بمساعدة السلطات الفدرالية.
28 سبتمبر، 2008م: خطة الإنقاذ
الأمريكية موضع اتفاق في الكونغرس. وفي أوروبا يجري تعويم "فورتيس" من قبل سلطات بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ. وفي بريطانيا جرى تأميم بنك "برادفورد وبينغلي".
29 سبتمبر، 2008م: مجلس النواب
الأمريكي يرفض خطة الإنقاذ. وبورصة وول ستريت ينهار بعد
ساعات قليلة من تراجع البورصات الأوروبية بشدة، في حين واصلت معدلات الفوائد بين المصارف ارتفاعها مانعةً المصارف من
إعادة تمويل ذاتها.
أعلن بنك "سيتي غروب" الأميركي أنه يشتري منافسه بنك
"واكوفيا" بمساعدة السلطات الفدرالية.
المطلب الثاني: آثار الأزمة
من الآثار السيئة ما يلي :
1.
ٍالذعر والخوف والقلق والتخبط الذي أصاب الناس جميعًا .
2.
إفلاس بعض البنوك والمصارف والمؤسسات المالية بسبب نقص السيولة وزيادة مسحوبات المودعين واضطرار بعض الحكومات من خلال البنوك المركزية إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البقية الباقية حتى لا يحدث انهيارًا تاما للحياة الاقتصادية وتقع الدولة في دائرة الإفلاس.
3.
إفلاس بعض الشركات أو توقف بعض خطوطها الإنتاجية، كما بدأت بعض البنوك بتنفيذ الرهونات والضمانات التي معها وهذا سبب خللا في التدفقات النقدية لها .
4.
فقد الوظائف وارتفاع نسبة طالبي الإعانات الاجتماعية الحكومية وغيرها، وهذا ألقى المزيد من الأعباء على ميزانيات الدول وأوقف العديد من المشروعات الاستثمارية الجديدة.
5.
قيام بعض الدول إلى فرض المزيد من الضرائب لتعويض العجز في ميزانياتها بسبب ارتفاع ميزانية الدعم وتقديم المساعدات للشركات والبنوك المقبلة على الإفلاس أو لدعم الودائع أو نحو ذلك.
6.
فقدان المقترضون لأصولهم ومنازلهم المرهونة بسبب القروض، إذ فقد
أكثر من مليوني أمريكي ملكيتهم العقارية وأصبحوا في عداد المشردين واللاجئين والمهجرين والفقراء والمساكين
خاتمة
كانت الأزمة
المالية التي حدثت عام 2008م من أسوأ الكوارث الاقتصادية التي شهدها العالم منذ
عام 1929م، وبشكلٍ عام حدثت الأزمة نتيجة أحداث متسلسلة أدَّت إلى انهيار النظام
المصرفيّ، وقد قيل إنَّ الأزمة بدأت في فترة السبعينات عندما تمَّ إصدار قانون
تنمية المجتمع، حيث أُجبرت البنوك آنذاك على تخفيف متطلّباتها الائتمانية للأقلية
من يعانون من محدودية الدخل، مما أدَّى إلى زيادة الطلب على قروض الرهن العقاري،
وقد أخذ هذا النوع من القروض بالتوسّع حتى أوائل العقد الأول من القرن الحالي، فارتفعت
أسعار المباني، وظهرت مشكلة عقارية،
لهذا بدأت بنوك
الاستثمار بالبحث عن طرق للحصول على أرباح، ولكنها فشلت
المراجع
بودرمانــة ،مــصطفى"تــاثير
العولمــة الــصناعية علــى اقتــصاديات الــدول الناميــة-دراســة حالــة
الجزائر"
اطروحة دكتوراه،جامعة
فرحات،كلية العلوم الاقتصادية ،سطيف الجزائر ،2009.
ابـــو
الـــصوف،نعمت " الأزمـــة الاقتـــصادية العالميـــة وتـــداعياتها علـــى
مـــستقبل الإمـــدادات النفطية"
دراسة منشورة على
موقع الصحيفة الاقتصادية الالكترونية.
.
google معهـد كـارنيغي للـسلام"كيـف اثـرت
الازمـة الاقتـصادية علـى العـالم العربـي"دراسـة علـى موقـع
الأزمـــــــة
الماليـــــــة تـــــــدفع الأميـــــــركيين للادخـــــــار- صـــــــحيفة
نيويـــــــورك تـــــــايمز موقـــــــع www.aljazeera.net
مواضيع ذات صلة