1/03/2019 11:19:00 ص

1/03/2019 11:19:00 ص

زيغود يوسف

الخميس، 3 يناير 2019 1/03/2019 11:19:00 ص

زيغود يوسف


نشأته
1.مولده ونسبه
ولد الشهيد زيغود يوسف يوم 18 فيفري 1921 بدوار الصوادق بسمندو قرب سكيكدة التي أصبحت اليوم دائرة تحمل اسمه ،وينحدر الشهيد من أسرة معروفة بتدينها ووطنيتها العميقة فغرس والديه ذلك ف ابنهما يوسف الذي كان يسمع عنهما أحاديث وروايات عن الهمجية الإستعمارية وبأنها تمثل السبب في مأساة وبؤس أغلب الأسر الجزائرية ،وأن المزارع التي كان الجزائريون يشتغلون فيها كخماسة كانت كلها أرض هذه الأسر وأباء وأجداد هؤلاء الخماسين.
2.دراسته:
دخل الطفل زيغود يوسف  إلى الكتاب لحفظ القرآن الكريم كغيره من الأطفال الجزائريين ،وفي الوقت نفسه التحق بالمدارس الفرنسية، فاكتشف أكاذيب المعلم الاستعماري عندما كان يقول لهم : أن وطنكم وأمتكم هي فرنسا وأن أجدادكم هم الغاليون، فكان زيغود يقور من هذا الكلام لأنه تعلم وهو صغير بأن هؤلاء الفرنسيين جاءوا من وراء البحر فسلبوا الأرض واستعبدوا الشعب وكان يقول كيف نكون فرنسيين ونحن نتميز عنهم في اللغة والدين والعادات والتقاليد ولو كان كذلك فلماذا هم يعيشون في بحبوحة ونخن نعيش في بؤس مستعبدين. وقد كان الطفل زيغود يوسف كله ذكاء وقدرة فائقة على الملاحظة والتمحيص ،مما جعله يفوق أنداده في الدراسة ،فنجح في امتحان الشهادة الابتدائية، إلا أن ظروف عائلته و العراقيل الاستعمارية منعته من مواصلة الدراسة ،ورغم ذلك كون نفسه بالإكثار من المطالعة في كتب التاريخ والسياسة و الفكر مما أكسبته قدرة فائقة على التفكير الصحيح و السليم .
3.حياته العلمية:
كان الشاب زيغود يوسف ذا يد سحرية في مجال الصنعة حيث اكتسب مهارة فائقة في عدة حرف أهمها النجارة والحدادة ،ولو كان  زيغود في مجتمع متقدم لكان أحدا من أكبر الصناع أو المخترعين ، واشتغل الشاب يوسف حدادا في سمندو لمساعدة عائلته وكان يفتخر كثيرا بحرفته وكيف لا يكون كذلك وهو الذي سمع وقرأ أن الكثير من الأنبياء والرسل كانوا يملكون صنعة ، فالنبي زكريا كان نجارا وداوود عليه السلام علمه الله الصنعة مما يدل على أهمية تعلمها سواء كانت بسيطة أو متطورة.
جهاده قبل الثورة
1.اتصلت القيادة المحلية لحزب الشعب الجزائري بسمندو في عام 1940بالشاب زيغود يوسف فطلبت منه الانخراط في الحزب لما رأت فيه من إيمان عميق بالوطن و الدين ،ولما يتمتع به من أخلاق عالية فسر كثيرا هذا الشاب اليافع لأنه اكتشف بأن هناك تنظيما سريا يعمل من أجل استقلال الجزائر وتحرير الشعب من الجبروت الاستعماري وتخلصه من استغلال المعمرين لأراضيه وعرق جبينه .
وشرع الشاب زيغود يوسف في نشر الفكرة الوطنية في صفوف أبناء منطقته بكل ما أوتي من إيمان وقوة الحجة، وكان يوزع سرا منشورات حزب الشعب الجزائري ،فلعب دورا كبيرا في انتشار الفكرة الوطنية قي منطقته مما سمح له بقيادة الشعب في مظاهرات عارمة يوم 08 ماي 1945 ليطالب فرنسا بإعطاء الجزائر استقلالها ، وواجه الاستعمار تلك المظاهرات التي وقعت في أغل مناطق الجزائر وفي شرق البلاد خاصة ، بوحشية و همجية لا مثيل لها فألقي القبض على المناضل زيغود يوسف فأودع السجن وسلطت عليه كل أنواع العذاب مثل الكثير من أبناء هذه الوطن العزيز ثم أطلق سراحه بعد فترة من الاعتقال.
اقتنع مناضلو حزب الشعب الجزائري الذي أصبح يدعى بحزب "حركت الانتصار للحريات الديمقراطية " بعد الحرب العالمية الثانية بأن الاستعمار  لا يفهم إلا لغة السلاح وبأن ما أخذ بالقوة لا يسترد ألا بالقوة فعمدت قيادة الحزب في عام 1947 إلى أنشاء تنظيم شبه عسكري سمته المنظمة الخاصة مهمته التحضير للثورة المسلحة ضد الاستعمار بتدريب المناضلين و جمع الأسلحة و الأدوية و المؤن استعدادا لليوم الموعود.
أصبح زيعود يوسف مسؤولا على المنظمة الخاصة في منطقة سمندو ، فجمع الرجال المخلصين ذوي الأخلاق العالية والقدرة العالية على الصبر والثبات وكتمان السر والمتحمسين للعمل المسلح ،وكل ذلك كان وفق الشروط التي وضعها الحزب للانخراط في المنظمة الخاصة .فشرع هؤلاء في التدريب على استعمال السلاح وإقامة دورات تدريبية لصنع المتفجرات والعمل على التزود بالأسلحة والاهتمام بالتربية الدينية و الوطنية لصنعه الرجل المثالي المؤمن بشعبه ووطنه ودينه.
والتمويه والتغطية على العدو الاستعماري واصل زيغود يوسف  نضاله العلني مع حزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية فرشحه الحزب للانتخابات البلدية عام 1947 وفاز فيها رغم محاولات التزوير .الاستعماري فأصبح مستشارا بلديا بسمندو.
واكتشف الاستعمار المنظمة الخاصة في عام 1950 فاعتقل الكثير من أعضاءها  ومنهم زيغود يوسف الذي أودع سجن عنابة الكبير مع 122 من أعضاء المنظمة.
2.فراره من السجن:
أخذ زيغود يوسف منذ دخوله سجن عنابة في التفكير في وسيلة للفرار و الالتحاق ببعض أعضاء المنظمة الخاصة الذين استطاعوا الإفلات من القبضة الاستعمارية كديدوش مراد وابن مهيدي وبوضياف ... وغيرهم وبعد تحريه الوضع داخل السجن اكتشف أن هناك زنزانة مهجورة قريبو من زنزانته التي كان يشاركه فيها مجاهدون آخرون وهم عمار بن عودة وعبد الباقي بكوش وسليمان بركات . فوضعوا جمعهم خطة الفرار المتمثلة في الوصول إلى الزنزانة المهجورة ثم خرق سقفها ثم الهروب عبر السطح.
ولفتح باب الزنزانة المهجورة جمع زيغود يوسف بعض المواد البسيطة ومنها قاميلة [Gamelle] من الألمنيوم وقضيب من الحديد يستعمل لإشعال النار في الموقد وقطعة خشب فشرع الصانع زيغود يوسف ذو اليد السحرية في صناعة المفتاح الملائم لباب الزنزانة المهجورة فنجح في صناعة المفتاح ففرحوا جميعا وبدأ الأربعة في عملية خرق سقفها دون أن يلاحظ حراس السجن ذلك وبعد 20 يوما نجحوا في فتح ثغرة في سقف الزنزانة المهجورة.


تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ بحوث مدرسية وجامعية

تصميم و تكويد